كيف ولماذا يجب أن تستطلع على الجانب الخفي من نفسك؟
عندما تستطيع أن تتطلع على ما يدور بداخلك، وأن تراقب مشاعرك وأفكارك بدون الانجراف معها لحالة الخوف أو الاستسلام، التي قد تؤدي إلى الاكتئاب، او لحالة الهروب المستمر من الألم أو الأذى، تستطيع أن تبدأ من هنا بتقبُّل نفسك كما هي، وإيجاد الحلول المناسبة للتطوير منها. ولكن ما الذي يكمن بداخلنا ويُشعرنا بالنفور من أنفسنا لهذه الدرجة؟
الإجابة بكل بساطة هي: الظل (الجانب الخفي من النفس).. ومن أھم أسس الیقظة ھو اكتشاف هذا الجانب.
ما هو الظل أو الجانب الخفي من النفس؟
كل إنسان منا لديه الجانب الخفي من نفسه (SHADOW) الذي يرفض أن يواجهه أو يتقبّله، فيصبح هذا الجانب هو مصدر الشقاء والمعاناة الأساسي في حياة الإنسان. هذا الجانب يلازمنا مهما حاولنا الهروب منه، فينعكس على أفكارنا، ومشاعرنا، وسلوكياتنا، وعلى اختياراتنا بشكل عام، ويؤثر في علاقاتنا بالأشياء، والناس، والمال، وفي عملنا، وفي رحلتنا في الترقي الروحاني بالأخص.
أي شيء في حياتنا سواء كان ظاهراً أم باطناً يوجد تأثير واضح وجليّ للظل عليه.
فلماذا في اعتقادك يميل الإنسان بطبعه للهروب من هذا الظل؟
الظل يتكون من كل شيء لا تريد أن تراه أو تطلعه للنور فيصبح مدفوناً، وعندما يدفن الإنسان أي أفكار أو مشاعر أو أحاسیس أو نزعات أو شھوات أو اندفاعات أو احتیاجات، بدلاً من تقبّل النفس كما هي بكل عيوبها قبل مميزاتها، يصبح الإنسان طافياً على سطح الحياة، يعيش حياته في خوف وقلق من الغوص في أعماق نفسه أو التحليق إلى فضاء روحه.. فيرتبط ارتباطاً مادياً بالحياة فقط، غير متصل بنفسه ليفهمها ويقوّمها، وغير متصل بروحه لترشده إلى جوهره.
ولكن هل هذا يعني أنه من الطبيعي أن اسمح لنفسي بالانجراف مع أفكاري أو مشاعري؟ طبعاً لا، ولكن بممارسة الوعي الذاتي تستطيع أن تكون مجرد مراقب وباحث في نفسك حتى تتعلّم كيفية التعامل معها
ما یعتقد الإنسان (نتیجة لوسوسة الكیان الطاقي) أنه جید فیتمسك به بدلا من قبول ما لا يستطيع تغييره، وصعوبات الحياة كما ھي، هو في الأصل ما يخلق لديه معتقدات وتوقعات معینة، قد تكون في غير محلها، یظن أنھا ھي فقط المقبولة لدیه وكذلك یصبح لدیه أشیاء معینة یتعلق بھا، فیرتدي قناعاً یعتقد أنه ھو ما یجب أن یكون علیه ویعتقد أنه ھو الذي یعطیه الأمان والحمایة فیصدق أن ھذا القناع ھو حقیقته.
فبدون وعي ذاتي كافي عن ما يدور بداخلك، يسيطر هذا الظل على قراراتك واختياراتك في الحياة في حين انك تعتقد ان شخصيتك (القناع الحامي) هي القائدة، لأن هذه الشخصية هي الذات الذائفة، همّها البقاء بدلاً من الارتقاء.
كيف تتعرف على الجانب الخفي من نفسك وكيف تستفيد من هذه التجربة؟
كما ذكرنا من قبل، الظل ھو ذلك الجانب من النفس الذي نضع فیه كل شيء مرفوض سواء كان شعوریاً أو فكریاً أو سلوكیاً أو صفة من الصفات أو أسلوب من أسالیب الحیاة. ھذا الجانب مرفوض لأن الإیجو یوھمنا أن ھذا الجانب منا إذا أصبح ظاھراً فبقائنا ونجاتنا وتقبل الآخرین لنا في خطر، لذلك ندفنه ونخفیه ونكبته عن الناس وعن أنفسنا وننكره لأنه یمثل تھدید لنا.
ولكن كيف تستطيع أن تدرك ذلك الجانب لديك وأثره في حياتك؟
اذا جلست مع نفسك وتأمّلت فيما يُبهرك وما ينفرك في نفوس الناس، ستجد أن مثل تلك الأشياء التي تبهرك أو تنفرك موجودة أيضاً بداخل نفسك… ولكنك لا تحبها وترفض أن تقبلها بذاتك.. كل ما ترفضه وتنكره في ذاتك وكل ما يستفزك أو حتى ما يبهرك في من حولك من أفكار، ومشاعر، وسلوكيات، هو ظلك.
ھذا الظل الذي بداخلنا والذي ندفنه بعد سنین طویلة من الأحكام علیه، كلما قاومنا ھذا الجانب ورفضناه وأسأنا إلیه وضغطنا علیه، كلما استمر وظھر في حیاتنا بطرق لا ترضینا وقد یؤذینا إیذاءً شدیداً ویتحكم فینا ویسیطر علینا بطرق مؤلمة.
لكي نعرف أنفسنا فعلياً ونستطيع التطوير منها يجب أن نتوقف عن المقاومة ونرحم أنفسنا ونتعامل مع هذا الظل بوعي.
علم البرمجة اللغویة العصبیة یقول: “إذا كنت تعمل ما تعمله دائماً، ستحصل دائماً على نفس النتائج”
لذلك یجب علینا أن نفعل شیئا مختلفا لنساعد أنفسنا على التعامل مع ھذا الظل بطرق وأسالیب مختلفة سنتعلمھا في ھذا المسار.
ماذا سنتعلم في هذا المسار؟
سوف تتعرّف على أبعاد البناء الإنساني والنفسي، والجوانب الخفيّة لدى النفس البشرية، بالإضافة إلى مقامات النفس السبع. وسوف تتعلّم كيفية العمل على التكامل الذاتي طبقاً لعلوم كارل يونج، والتخلص من التعلُّق بالشخصية الذائفة تماماً من خلال ممارسة تمارين التأمل الخاصة باكتشاف الظل بداخلك. ستتعلّم بكل تأكيد كيفية التأمل و مراقبة الظل في حياتك اليومية؛ في ممارستك لعملك، و محادثاتك مع أصدقائك، و حتى سلوكياتك مع أحبّائك سواء كانوا من عائلتك أو أقرب الناس إليك، وسوف تبدأ بالعمل على التحرر من هذا الظل من خلال خمس خطوات أساسيين، فتنعم بالتجلّي و استمرارية اليقظة.
مميزات مسار الظل/الجانب الخفي من النفس:
مسار الظل هو مسار عميق يخاطب الجانب المدفون من النفس لدى جميع البشر و يعمل على مساعدة الإنسان على الترقي بنفسه لأعلى مكانة ممكنة والاتزان بها بين عالم الروح وعالم الجسد. و هو مسار یحتاج تأني وثقة أن الحكمة المستودعة في التعالیم الروحانیة تصلنا في الوقت المناسب مثل مسار الإيجو. ومع مرور الوقت سوف تكتشف أنك بالفعل تقترب اكثر و اكثر من حقيقتك و ترى النور بداخلك، فتتعرّف على نفسك وما يدور بها من وساوس قد تؤذيك وتؤذي من حولك، وتتعلّم الطرق والأساليب المناسبة لاكتساب المهارات المطلوبة للتعامل مع ظلك بدلاً من الهروب منه.
-
الدروس
- الكتيب
- 1- تأمل
- 2- المقدِّمة
- 3- تجربة ذاتية
- 4- مقدِّمة لخريطة النفس
- 5- خريطة النفس
- 6- عملية التكامل النفسي
- 7- نصائح هامة-قبل أن نبدأ
- 8- ما هو الظل؟
- 9- الإسقاط
- 10- الإسقاط والاعتراف بوجود الظل
- 11- الإسقاط-اكتشاف النفس .. والرفق بها
- 12- أثر كبت الظل
- 13- كيف نصل إلى الذات الحقيقية؟-تكامل الظل والشخصية- مسببات تكوّن الظل
- 14- تأمُّـــل وتمرين
- 15- مقدِّمة للتحرر من الظل
- 16- الخطوات الخمس-لتحرير الظل
- 17- تحمل المسؤولية-عن الظل
- 18- الانغماس -في الظل
- 19- تمهيد إلى حب الظل
- 20- تأمُّـــل الرحمة
- 21- تحرير الظل
- 22- رأيك يهمنا